![]() |
آية الله المعظم المجاهد المظلوم الشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي قدس سره الشريف |
واعلم أنك إذا أردت المذهب المتوسط، بحيث يستدل عليه (بخير الأمور أوسطها)، هو مذهب الحكيم، وهو الأخير في الذكر، لأن المعتزلي ذهب إلى أن الأفعال من العبد خيرها وشرها، مستقل بذلك، ليس لأحد من عباده فيها حال من الأحوال.
والحكيم مذهبه التوسط بأن جعل الخيرات من الله وبالله، والشرور بالله لا منه، لكون الشرور وجدت بوجود الخيرات، فتكون صفة نفوس الخيرات، فهو أوسط الثلاثة وخيرها، وهو الحق المبين، والصراط المستقيم، وهو ميزان الاعتدال، الذي ضرب الله فيه الأمثال، وبيانه بلسان أهل الشرع، وينبوع الأصل والفرع، يحتاج إلى تقديم مقدمات، وإشارة إلى بعض الآيات، وشرح الحال بنصب المثال.
فاعلم أنه لما فاض الوجود من كتم الغيب، ظهرت به الماهيّة؛ لأنها ضدّه، وكل شيء لَه ضد إلّا الواحد الفردي (عز وجل)، فالوجود من الله، وإليه يعود، والماهيّة من الوجود، وإليه تعود، فللوجود صفات، وللماهيّة صفات، وكل صفة من صفات الماهيّة مقابلة لضدها العام من صفات الوجود، والوجود وكل صفة من صفاته بإرادة لَه من الله لذاته، ورضى به كذلك.
المصدر: القضاء والقدر لآية الله المعظم المجاهد المظلوم الشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي قدس سره الشريف
ليست هناك تعليقات:
يسعدنا تفاعلكم بالتعليق، لكن يرجى مراعاة الآداب العامة وعدم نشر روابط إشهار حتى ينشر التعليق، ويمكنك أن تستخدم الابتسامات بالوقوف عليها لمعرفة الكود
=q =w =s =d =f =g =h =t =y =u =z =x =c =v =b =n =m =a =e =r